music

السبت، 1 سبتمبر 2018

شخابيط على جدران الجموح (7)



تعجبنى الطريقة التى نتصرف بها فى علاقتنا ببعضنا البعض .. أنا وهى لكونها بلا اسم ، ولا تندرج تحت أى مسمى من مسميات العلاقات المعروفة ، لذلك نجد أن كل منا يحمل الأخر فى روحه طول الوقت بلا إجبار ولا ضغوط من الأخر ، ربما لو كان لعلاقتنا اسم لصار كل منا يحمل الأخر على ظهره ، ومهما تحملنا فإنه سيأتى علينا الوقت الذى سنجده عبئا قد يثقل كاهل أيا منا ، ويومئذ سيكون هذا أمرا معقدا ومتعبا للنفس والقلب ، أحيانا قد تأتى فكرة أن يلغى أحدنا الأخر ولو لبعض الوقت ، ولكن لاأحد منا يستطيع أن يلغى شيئا من روحه فى أى وقت ولا لأى سبب ، ليظل مابيننا ممتدا بلاانقطاع لانكفان عنه كل الوقت ولا طول العمر .     


كنت قد ظننت انها تفهمنى وكم من مرات أمر فيها على ذاكرة القلب التى تملأ جوانحى ولا أبالى ، ثقة فيها ، ربما خدعت نفسى بأنها تفهمنى ، فقد مرت سنوات طويلة على الوقوف عند حد التراضى لولا أنها داهمتنى فجأة وبلا مقدمات بردود أفعال أدهشتنى وقلت لنفسى الصمت أبلغ فى مثل هذه الحالة المشحونة بشتى الاحتمالات ورحت أهتف لنفسى من داخل نفسى :
ماأصعب أن تمضى أبدا
نحو منحدر بلا سطوح
وتتخبطك خطاويك
حد الوقوع
وتهوى نفسا
بلا شيوع ولاذيوع
وتمخر بحار الهوى
بلا شراع ولاقلوع
ماأصعب أن تهوى أملا
فى الهوى منوع
وتمضى ليال طوال 
لاقمر فيها ولاشموع
ماأصعب أن تضحك أبدا
فى وجوه الناس
وقلبك يئن ألما
وتبكى بلا دموع
وتمضى فى طريق
الأهون فيه بلا رجوع


إننى لم أعثر على السعادة الحقيقية إلا فى لحظات قصيرة وعابرة ، بينما اتجهت حياتى كلها للمتقلبات ، وكأن استيقظ فيها شيئ بعد سبات طويل حاملا معه أسرارا لم يكن لأحد أن يعرفها ، خطوات تتعالى تحمل معها رائحة الماضى التى لم تتم كما أهوى ، ولا كما كنت أتوقع لها ، ومخاوف الحاضر الذى لازالت تحمل مقدراتى وسط بحر لجى لامهرب منه ولاأمل للنجاة فيه ، أما رسائل المستقبل فهى الأخرى تحمل لغزا لإرهاصات لازالت مجهولة ولايعلمها إلا الله ، بينما كنت متجها فى طريقى توقفت لأنظر لنفسى فى مرآة السيارة واصابتنى الدهشة على ماوصلت له من حال ، كم سنة مرت من الجرى وراء السراب ؟ ، وشردت للحظات كنت فيها لاأفكر فى شيئ ، ثم وضعت نظارتى السوداء على عينى وقدت سيارتى فى اتجاه مجهول .



القاهرة في أغسطس 2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق