music

الاثنين، 25 أبريل 2016

بورتريه




جاءنى حبك بفكرة
شاطت لها نفسى
فرسمت لها خطة
عزمت واتجهت
أجهز أشيائى بدقة
استنشط فى خيالى الهمة
يدفعنى حنين الذكرى
ولحظة بلحظة
تابعت بفطنة
صورتها  بين الضلوع
خبيئتك المستنبتة بفِتنة
بين ورود وزروع
طالت حنايا القلب
فى وداعة وغِبطة




وفى برهة
كونت لوحتك بخفة
قماش مصقول
فى إطار محكموم بقِدة
أمسكت ريشتى
وبدأت باللون الأسود
خطوط تُنطق الخِرقة
وأقمت علاقة مع الخيال
كعلاقة الدموع بالضحكة
حمَّلت الكلمات على الألوان
حتى تنفتح الأبواب
بكل تؤدة ورفقة
وجمعت لها حروفا  
ضالعة ألوانها الطبيعية
من زرعتها الربيعية
تسبق سحرها الفِطرة





وفجأة وجدت نفسى
خائفا من رسمها
كخوف طوفان النقمة
ومن سكون كون
طالته سنون رِثة
وارتعاد موج
من شط ظامئ يترقب
زَبَد العطايا والمِنة
وهوان رهط رابض 
لاتراهم الأعين
كأنهم جِنة
منتظرين
وهج الألوان
بوح الكلمات
وباجترار الأحلام
تحدث الفتنة





حاولت الهروب
لسماء تنتشى
دون الأرض سِدرة
رفرفة طير
بلغت أحلامه المدى
يهبط على المنتهى
بكل رقة ..
ولكن خفت 
من النجوم الآفلات
الوشاية والسِرقة
أعدت النظر فى الخطة
فتعاملت مع خطوطك
بدهاء وفطنة
كى أعبر عن وجهك الفِرة
لتسرح فيها العيون وتحتار
موناليزيتى الزيتية .. ذاتية
لها أغوار
ولها أستار
من ورائهما مقصد وحكمة
تأخذ من قبس النور بهاءه
تُؤسر القلب الواله أسراره
ليستدر معك كل أيامه الحِلوة





يعاودنى الحنين 
من زوايا عدة
وتحكمنى من تانى 
الفكرة
ولما ظهرت الألوان
أخذتنى بشدة
لتاج على رأس حُور
بألوان القزح تثور
فى وجهك الضحكة
وفى جسدك لفتة
ولنور ابتسامتك لهفة
وفى دمك الحلاوة والخفة
أخذتنى ريشتى ولفت
لفَّ سروال من حرير
ينسحب على قد جميل
يمتد لأطرافك فيثير
لحدودك الفتنة
تنطق بلا طيش
بألوان البراءة والعفة





أمزج اللون مع اللون
لأظهر القمة
الأسمر على الوردى
بلونك القمحى
تبدو على وجنتيك
دقة وشم
بلون الحِنة
وباللون الاحمر
تكفهر الشفة





أطير فى حدود صدرك
حتى أبلغ شفافة ثوبك
يعود القميص على شطى نهدك
يدخلنى تفاصيل بحورك
مابين ظل وعكوس
ألوان من وهج راقص
مابين طبيعة ومشاعر
فيروزة زرقاء
تكشف للريشة
سهولا وهضاب
وتزَلَّ الساق باستواء
غير مكتنزة بيضاء
لقدِّ يتضوع 
عبيرا ونقاء   
ثم أصعد بانطلاق
لارتفاعات وشهوق
يبرق وجهك بانخطاف
بلوغ قمة الارتفاع
حتى صارت آية
من نماذج شغوفة
تتطلع بعاطفة حنونة
تمازح الطبيعة بهمسة
تمتد يديك بوداعة ولمسة
تلاطم أمواج عاتية
فاصطبر
تنساب أغنياتك الباغية
فأصدح
بين ليل وجنون
أستتر
فى ملامح متقدة
ماأروعك
ماأروعك






لحظة بلحظة
تهت
مابين إفاقة وغفوة
انتبهت
على خطوط لها معنى
تنبئ عن قدوم حالة
وفوق مقلتيك أمارة
هرعت إليك باستمالة
أمتدت إليك ريشة الحقول
فاكتست نورا واخضرارا
وارتوت البيد أنهارا
وبدا ضوء الجفون فنارا
وتعقدت مابين الحاجبين
انظومة وأشعارا
تعلقت بريشة تاهت فيها
خطاوى ودروب
اشعلت فى قلبى نارا




وحين استدار الوجه
فاقت الخدين ورود
افترت بسمة جود
وفى العيون وعود
تغدو .. ترنو بتلهف وقود
عينان واسعتان حالمتان
بلون الشفق عسليتان
وبأهداب مرتعشة عاشقتان
يطول فيها غسق وشجون
تنحنى باستدارة الكحل
كلمات تفضحها دمع هتون





حتى حل الظلام
جاء شعرك بتسلل وانسياب
مسترسل النسمات بغير حساب
ناعم أملس .. حالك أسود
كأمواج الليل على كتفين
بلون العاج
وعنق مشرئب
كأنه فلق الصباح
تصفق خصلاته للريح أنشودة
تتدلى بأغانى ومواويل مفتونة
تعكس أضواءه نجيمات منثورة
مختالة .. متلألئة .. فخورة
يكمن وجهك فيه
قمرا متبخترا باستدارة
حَوَرُ فى سماء معتومة
يبرق للهوى أسطورة
يضيئ قلبى نارا ونورا
ويرسله للهوى تارة
وللوجد إشارة
لجزء اكتمل من الصورة






حملتنى الريشة
للركن البعيد
زوايا من بعد جديد
يبدو الأنف متقن
صغير بجمال مضمر
بين عطر وعنبر
تعدو ريشتى وتتكرر
لترتمى فى عيونك فرار
وللون العسلى قرار
يتوسط عين إحورار
يغوص فيه الننى أغوار
أكتشف لونه البنى
اتوه والفضول عندى
بين دموعك وابتساماتك
أعلق نفسى بأهدابك
فى انتظار معاودة الريشة
لتأخذنى لحدود جديدة















وترتعش الألوان
رعشة الحيرة
تقفز بتحفز وغيرة
بلونها الأصفر
على جنبات وجهك
علامات وميزة
وثورة الأحمر الوردى
على خديك تسألنى
غمازاتك المثيرة
ولمسة أناملى تؤكده
كلما جاءت السيرة
وشهقة الأطراف تسحبنى
لعطر ووسامة
لوجنة بسامة
حتى لامستها الألوان الحمر
بالشفتين الجمر
انتشى وارتشف منهما الخمر
ويتيه فى تحديد ملامحهما المَهر
مكتظتان يشقهما موج ورضب
وياقوت أحمر ونظم ثغر
وبريق اللآلئ تبسم وزهر







تتلألأ فى تيه وانشراح
أذن صغيرة وقرطان
يدلوان كالشجر فى الجنان
محاصر أنا 
بين عنق وسلاسل
باحثا عن ضياء ماثل
واستعادة ملمح هائل
يكون للقلب واصل
أعدو بعين تتناقل
لبوادر وملامح  
تنبلج للأصل 
بلا قيود ولاحائل
أملث بين ألوان وسائل
لأبحث عن وهج ماثل
يفضى للون جديد
بين قاتم جائل
وزاهى الفواتح هائل  
يفشى لمزج مديد
هبطت ريشتى
تنشد المزيد
لأسفل الوجه
لفت الذقن
بطابع حسنه الفريد
يطالعنى كوجه وليد
خاتم الجمال البرئ






وبألوان باهجات
أفترشت
خلفية ضوئية بإسقاطات
تبرق للهوى احتمالات
تشيع بهجة وانبهارا
تخبر للحسن اكتمالا
بدر بدا للأفق وصالا
بإحساس ومشاعر ألوانا
الفضى مع البنفسج جمالا
نورا وريشة وإبداعا
وأخيرا رسمتك
فوق خرائط وهجك
وأضع توقيعى فى الركن الرحيب
بصمة فى الروض الخصيب






أقف .. أتمهل .. أنظر
أحلم بظل شاطئك العجيب
هيمان .. أعدو خلف أطيافك
بهوى وإحساس لبيب
يفهمنى من يراك
بلغة ومشاعر الحبيب
ومهما اختبأت وراء استارك
أو اختفيت فى أغوارك
سيعرفنى حتما القاصى والقريب








أما أنا ..
سأظل كما أنا
أبدو قويا ولكن لنفسى
رقراق شبيب
مثل طائر الشوك الغريب
يأتى من موطنه البعيد
تجره أشواقه
ليرسم لوحاته
بكل جمال فريد
بدفقات دمائه الشفيف
فتخره أشواكه
وتئن نبضات قلبه العفيف
زاهدا بحبه ..
وحيدا بلا صِنوة
يقدم حياته 
فداء فى غِنوة
يغردها على غِرة
مدفوعا مأخوذا بعزة
لايبالى شهرة ولاقمة
إلا من شوكة الرفعة
أخذته بشموخ وحَمِيَّة
ومع نزف يشارف الفراق
يغنى أجمل ألحانه السَمية
تتجلى فيها أوتاره الصوتية
مشتاقة لاجترار الدموع
وجلب الآهات الشجية
يصغى لها الكون
وتتهيأ الروح للبعاد
عند حافة لوحاته الثَرية
وقدره ألا يراها
وتركها مرتسمة
كأشيائه الأثرية
كأنه يترك لمن بعده 
الجمال رثاء وبُكيا







تحترق الألوان
ويُختزل العمر
فى خطوط سوية
تذهب الروح
وتبقى هى .. مدوية 
محيرة .. مقلقة
ولكنها وفية
تتقلب فى النفس
مابين صمت وحِدة قوية
أنظر للوحتك بنفس أبية
فهى من صنع الخيال
وأغوار ودروب داخلية
ولك وحدك ..
سأحملها بين يدى
كباقة ورود
وأنتظر كمن ينتظر
امرأة سوية
انتظرك وأنا أعلم
أنك لن تأتين
وستظلين بلا هوية
وفى نفسى تبقين 
هالات وهمية
إننى سأظل هناك 
رابضا وحدى ..
منتظرا إعطائك الهدية
وأنشد المستحيل







مع خالص تحياتى : عصام  
                                     القاهرة فى إبريل عام 2016












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق