music

الاثنين، 26 نوفمبر 2018

كأنك هنا



فى ليالى البعاد
الحب يستلهم الفؤاد
بأجمل ذكريات
تميل لها النفس
وتحبها الذات
ويحمل لها
شغاف القلب
كل معانى الوداد
لفاتنة الأشجان
كان لغيها ملذات
وحُسن رؤى
وثغر تنفرج له
الابتسامات
وجمال يضج له
أديم الوجه
وقوام تختلج له
الوسامات
أتطلع إليها
كل يوم وليلة
فتشرئب صوبها
الهامات
حتى تلاشى
من المكان
بون المسافات




كنت
أرقب كل مساء
جوها العاطر
شريدة الفكر والخاطر
في مخمل المحب الناطر
الواقف كالسيف الباتر
والقوس الواتر
متحفز الأهواء
ربما الأقدار تجمعنا
والعين ترى
والأذن تسمعنا
والحب يدنو منا
والقلب يعيها 
والعقل ينهانى  
من واقع 
التبس فى خيالى
يريد احتباسى
بين جدران وسؤال
أين هى !!
يستل من بين جوانحى
ملمح الجواب
يتوارى بين شطوط البعاد
متوهم وجود اقتراب
كأنك هنا



نعم .. كأنك هنا
وردة للصبح تتفتح
ترتشف الندى
تأتنس بالصبح البهيج
بضحكة الربيع
بنسائم الفجر الضحوك
تتغنى بثغر حلوها
نغما يغوص كوامن نفسى
فتطيب
تتفيح بعطر خيالها
أريجا يملأ أغوار روحى
فتذوب
تقفز فى طيات الهوى
حلما يفيض بضياء طموح
اتنبه
أن الشمس بلا سطوع
والأرض جدباء
بلا سطوح
وصرصرة ريح
تجاذب الفروع
ووحدة تقاسم
ضوء الشموع
وغربة نفس
تناشد الدموع
أين هي 
مربضة القلوب؟!
ترددها الأصداء المهاب
أتجرع دنيا العذاب
تارة تباعدنى
فتطيح الأفكار منى
وتراودنى أحاسيسى
وتارة تدانينى
أفرح فتنفرج أساريرى
بأنها ستعود
ولسهر الليالى تقود
للهوى تباريحى





منتظر أنا 
مرساله فى البريد
تأتى سحابة الغيم
تحاصرنى من جديد
أغوص فى درب الخوف
والبعد الوليد
أخاف قيود المكان
والوحدة 
وطول الطريق
ونار الهجر
لو انطلت حيلته
طال القلب بالحريق
لازلت أبحث عنها 
على حافة الزمان
بهُيام المحب العشيق
ينشد بالأمل المستحيل
ويشارف بجسارة 
بحر الهوى العميق
الذى لانجاة فيه لعَوَّام 
ولاغريق
أتيه فأستريح
أمر غريب
لازلت أجوب الكون
وأجهل مصير كريب
هل أنت هناك أم مثلى
ضللت الطريق
لقد تحلل الصبر منى
وذهب عنى البريق
وبقيت وحدى
بلا صحبة ولارفيق
وعصفت ريح التلاشى
بقلوبنا رقيقة الحواشى
وتحررت أطيافنا
من أسر الرقيق
ودقت الدفوف
على أوتار السهاد
بلا حد ولاسقوف
حتى طال الانتظار
ومللت الوقوف
سؤال ومن ورائه الدروب
هل الأيام تقربنا أم تباعدنا
أم سأظل هكذا
فى الثبات قلوق
فقلبى لايعرف الحقد 
ولا عقوق
ورغم قلة الحيلة
لم يوقف للحب مسيرة 
ولا حقوق
بل مضى 
بلا تردد ولا حيرة 
حتى صار تذكارا 
على السُكُوك



أستتر
تحت خيوط الأمانى
فتنسل كل أحلامى
كرا من أمامى
لأنسج منها ثوبا
من فكرى وخيالى
وألمح بعين زائغة
صورة مستعادة 
عبر المدى
من صنع أشجانى
ضاقت بها الحدود
فالكون كله
يضيق ويتسع
من وهج أحزانى
يعلو ويهبط وينزوى
على مشهد إنسانى
يعجز الكلام عن تسطره
والأفكار تكتنفها غيوم
وسحائب نسيانى




فجأة !!
تنفرج من وجهى
الأسارير
فاستعيد ملمحها كمرآة
كل زواياها
من صنع تليد
أحاول نقشها
على صفحة ماء الغدير
إطلالة من نافذة الحب
الذى يتوارى
من جدب الحنين
من قلوب عطشى
من حالى المريع
لامحال لى ولاسبيل
أرى غيرى يرتوى
من شهد نبعه
وأنا لامورد لى ولاريق



أيتها الحالمة
فى أشعارها وقوافيها
عرفت منك العشق
أودية فسيحة
والبحر فى هواك
أمواجه يجاريها
وبسر هدير الهوى
يجد أجمل معانيها
فتهوى شواطئها
وتغرقنى
والماء لايدنيها
وينتشلنى حبك
من بحر أحزانى
وظلمة فيافيها



أيتها القابعة
فى أوردة قلبى
وشرايينه
هل أنت هنا
أم لازلت هناك
لقد سئمت الوقوف
وسئمت المكان
تعال ..
عبر الحدود ..
عبر الزمان
تعال ..
كما يقبل الشروق
على الجنان
أقبلى كى أحسم العلاقة
بين الواقع والخيال
بين الحقيقة والمحال
تعال ليكون الفرح
أو الارتحال







مع خالص تحياتى : عصام
القاهرة في ديسمبر 2018