music

الأربعاء، 26 سبتمبر 2018

حتى أخر العمر



أستشف الوجد 
من عمق الدهر
خصال
عقود ولت  
للعاشقين فيه آهات
ومن وسادة الأحلام
آثرت الوصال 
حتى أضعت العمر 
أبحث عن هوايا 
ورغم التلاشى والخفايا
وجدتك فى أعماقى 
تعيشين فى الحنايا 
وتأسرين القلوب
بالإنفصال
فلاتتعجبين أنى رأيتك 
فلكم تاه قلبى 
فى هواك عمرا
ولم يعد إلا بقايا
وزخم الحزن شظايا
بعد أن انتحرت خطاه 
وعاش معك 
بضمير الغيب سرا 
ولم تعد عيناك تراه 
ودفن قصة عمره 
انقاضا يبكيها صباه
ولايزال يراك فى البعاد
ويسخر من منتهاه
وأنت كما أنت 
تأثرين الصمت
وتقفين على جسور الأحزان
تنسجين من مغيب الشعاع
خيوط العتمة والظلام
وتزرعين الخوف
في ثرى العراء



ويوم عاتبنى قلبى
كيف تركتنى وحدى 
فى الدروب
وخدعتنى بلا ذنوب  
صرخت وثبا
من زمن الوفاء
لشحذ الهمة 
من البكاء
واستشراف  
ساحة الدفء والعطاء
ثم انتبهت ..
أن العمر يشدو ماضينا
وزعمت ..
أن الحلم فينا راجينا
وتوهمت ..
الولوج إلى وريدك
والوصول لضميرك
والسباحة بين ضلوعك
لأزرع نفسي في الحشوات
وأحرق أحزاني
الساكنة في الخلجات
وآوى بقية عمري
بين حنين قلب وهمسات
ورغم بعد المسافات
تأوين لأحضاني
تستنشقين رحيق أعشابي
وترمين همك على ذراعي
وتسترجعين عمرا 
للزمن مرق وفات ..



حلم يلفه ثوب الخريف
أشب من ورائه بارتياح
لألقى بذور الأمل من جديد
تخضر على أرض الذكريات
تهيج لها تربة الأماني
تستقبل ضيفها الجديد
القادم من بعيد
يتفتح معها زهر وليد
ينمو ليعانق عنان السماء
يداوى جرح ساكن
ويحرك كل السواكن
كان جاثما في أشجاني
ليل وبقايا انفاس وكلام
مفتون أنا بعبق اشتياق
كامن بين تيه آلام وملام
لقلب لازال مسافرا
عبر أزمنة الحصار
هائما
يبحث عن مدار
حالما
أن يفك رموز ليل المرار
يستشرف الحلم بالنهار
ويستدر عطف شمس
تشرق من وجنتيك
وتساطع أنوارها
كلما استدارت الأقمار
تاركة فوق شفتيك
أجمل رسالة ..



إنى عشقتك وهذا قرارى
أحدث به نفسى
ومع من ينادم أسحارى
يحمل عطرا انتشيه
وفكرا استميله واستجديه
وروحا تصغى لساعة الشوق
وتسترجيه 
فالتمسى حلو الحديث فى حوارى
كلما دخل كوكبك مدارى
وانهلى من عطائى
وافهمى أطوارى
فلا أحد غيرى
يعطيك مراسيم الهوى
ولاأحد غيرك
يقف على باب مزارى
وإن كان لى موطن
فأنت موطنى
وحبك هو دارى ..



يافاتنة الأمل سأبقى هاهنا
استنشق عبقك
فهى نعمة أقدارى
ورفيقة أحلامى
ليس للعاشقين 
فيه ضباب
ولا فوق الشفاه 
مسار وتراب
ولا للحب فيه عذاب
ولا للمضي فيه غياب
ولا يغتال طعم الرضاب
بل ستضمك مشاعر وأهداب
وتحميك دموع تنساب
وسنمضي حتى أخر العمر
يحسدنا كل الأحباب
وحتى إذا انقضى العمر
ستضمنا كلمة واحدة
عنوانا يحتويها ألف كتاب
ليس للأماني فيها سراب
ولا بقية مُدام ولا شراب
لا بتذال فيها ولا مرام
كلمة حب واحدة 
فيها من العفة 
والرزانة والإحترام
فنحن من كنا نستعذب 
فكر المحبين الكرام
ونحن أيضا من أحبوا
ولكن من زمن الغرام
العتاب فيه يحلو 
لا نقطاع فيه ولا انصرام

مع خالص تحياتى : عصام
القاهرة في 26 سبتمبر 2018





السبت، 1 سبتمبر 2018

شخابيط على جدران الجموح (7)



تعجبنى الطريقة التى نتصرف بها فى علاقتنا ببعضنا البعض .. أنا وهى لكونها بلا اسم ، ولا تندرج تحت أى مسمى من مسميات العلاقات المعروفة ، لذلك نجد أن كل منا يحمل الأخر فى روحه طول الوقت بلا إجبار ولا ضغوط من الأخر ، ربما لو كان لعلاقتنا اسم لصار كل منا يحمل الأخر على ظهره ، ومهما تحملنا فإنه سيأتى علينا الوقت الذى سنجده عبئا قد يثقل كاهل أيا منا ، ويومئذ سيكون هذا أمرا معقدا ومتعبا للنفس والقلب ، أحيانا قد تأتى فكرة أن يلغى أحدنا الأخر ولو لبعض الوقت ، ولكن لاأحد منا يستطيع أن يلغى شيئا من روحه فى أى وقت ولا لأى سبب ، ليظل مابيننا ممتدا بلاانقطاع لانكفان عنه كل الوقت ولا طول العمر .     


كنت قد ظننت انها تفهمنى وكم من مرات أمر فيها على ذاكرة القلب التى تملأ جوانحى ولا أبالى ، ثقة فيها ، ربما خدعت نفسى بأنها تفهمنى ، فقد مرت سنوات طويلة على الوقوف عند حد التراضى لولا أنها داهمتنى فجأة وبلا مقدمات بردود أفعال أدهشتنى وقلت لنفسى الصمت أبلغ فى مثل هذه الحالة المشحونة بشتى الاحتمالات ورحت أهتف لنفسى من داخل نفسى :
ماأصعب أن تمضى أبدا
نحو منحدر بلا سطوح
وتتخبطك خطاويك
حد الوقوع
وتهوى نفسا
بلا شيوع ولاذيوع
وتمخر بحار الهوى
بلا شراع ولاقلوع
ماأصعب أن تهوى أملا
فى الهوى منوع
وتمضى ليال طوال 
لاقمر فيها ولاشموع
ماأصعب أن تضحك أبدا
فى وجوه الناس
وقلبك يئن ألما
وتبكى بلا دموع
وتمضى فى طريق
الأهون فيه بلا رجوع


إننى لم أعثر على السعادة الحقيقية إلا فى لحظات قصيرة وعابرة ، بينما اتجهت حياتى كلها للمتقلبات ، وكأن استيقظ فيها شيئ بعد سبات طويل حاملا معه أسرارا لم يكن لأحد أن يعرفها ، خطوات تتعالى تحمل معها رائحة الماضى التى لم تتم كما أهوى ، ولا كما كنت أتوقع لها ، ومخاوف الحاضر الذى لازالت تحمل مقدراتى وسط بحر لجى لامهرب منه ولاأمل للنجاة فيه ، أما رسائل المستقبل فهى الأخرى تحمل لغزا لإرهاصات لازالت مجهولة ولايعلمها إلا الله ، بينما كنت متجها فى طريقى توقفت لأنظر لنفسى فى مرآة السيارة واصابتنى الدهشة على ماوصلت له من حال ، كم سنة مرت من الجرى وراء السراب ؟ ، وشردت للحظات كنت فيها لاأفكر فى شيئ ، ثم وضعت نظارتى السوداء على عينى وقدت سيارتى فى اتجاه مجهول .



القاهرة في أغسطس 2018