music

الخميس، 16 مايو 2013

مقدمة ( الحب فى زمن الوفاء )





مقدمة

مازلت مؤمنا بان الحب والوفاء وجهان لعملة واحدة .. مشاعر تتوهج فى النفس ، فتثير احاسيس ومشاعر معينة تنتفض لها الجوارح ثم تبثها فى القلوب ، ليبق الوفاء موقوفا على مدى صدق هذه المشاعر وتلك الاحاسيس ، ولكن المجتمعات الحديثة دأبت على جعلهما نقيضين .. فالحب فى زمن المصالح أصبح مجرد كلمة شائعة على أية علاقة حتى ولو كانت عابرة فسرعان ماتتبدل وتفتر وقد تنتهى بمأساة ، لذلك أصبح وجود صفة الوفاء من الندرة بل وعلى حد التلاشى من قاموس الحياة .. هدمتها دنيا المصالح وعالم الماديات التى ضغطت على عقول الناس وقلوبهم ، فأضحى الحب والوفاء متنافرين وبات من الصعب جدا إثبات تحقيقهما فى أية علاقة ارتباط . إن كيمياء نفوس الناس أضحت معقدة وصعبة للغاية فى ظل ارتباط هذا العالم بالماديات ودنيا المنافع ، حيث تبلدت مشاعرهم وتبدلت ، وتحجرت قلوبهم وتنافرت ثم تعقدت بهم الحياة ومن حولهم تشتت وغرقوا فى واقع مشكلاتهم المريرة فاختلف تقدير الحب فى قلوب الناس كما تختلف وجوههم ، وبالتالى انعدمت صفة الوفاء لنرى الحب يأخذ أشكالا شتى وفقا لإرادة هذا المفهوم لمعنى الحب فى نفوسهم لالخضوعهم لإرادة احاسيسهم ومشاعرهم الفطرية المطلقة التى تحث على أن الوفاء فى الحب هو الأعمق والداعم الأقوى له كى يكون حبا حقيقيا لامراء فيه ولازيف ولاخداع . من هنا أختل التوازن فى معنى الحب عند الكثيرين فى نسبيته وسماته وأحواله فاختلفت معايره من شخص لأخر ، وكما يراه البعض جميلا فتهواه نفوسهم وتتمناه وتعشقه ، يراه أيضا أخرون فى الخوف والشك والكراهية والحقد والغيرة ، إذن لاسعادة دائمة فى الحب ، ولابقاء لأى معنى جميل لكلمة الوفاء فى الدنيا ، وحتى القليل من السعادة لايستمر كل الوقت ولاطول العمر . وصفه شكسبير بأنه أعمى وأن المحبين لايدركون مدى الحماقة التى يقترفونها ، فالحب قد يأتى فى الوقت المناسب أو فى الوقت الضائع أو قد لايأتى ، وإن جاء قد يأتى للشخص المناسب أو للشخص غير المناسب ، والإنسان المحظوظ بل والمحظوظ جدا فى هذه الدنيا هو من يصادفه حبا حقيقيا وصادقا ، ليلتقطه من بين قلوب البشر فتتحد مشاعره معه ويصبحا قلبا بإحساس واحد ، ولكن هذا الحب يكاد يكون من الندرة بمكان . وبما أن الحب حالة تهبط  فجأة ودون ميعاد على صاحب الحظ  قد يضحى من أجله بأى شيئ أو بكل شيئ من أجل شيئ قد لايعرف مصيره ولايفكر فى عواقبه ، فهو يعيشه لحظة بلحظة ، أحيانا يحدث له خفقانا بالقلب يجعله يعلو ويهبط .. يضطرب ويهدأ ، أحيانا يأتى بشعور الانتشاء ، وأحيانا أخرى يغلب عليه التوتر الشديد ، قد يخرج منها بسلام أو لايخرج ، فهل نسأل عنه من جربه أو من يبحث عنه أو من يجهله أو من يتجاهله . التجارب مختلفة والنتيجة واحدة ، أن الحب يجمع السعادة والتعاسة والألم فى آن واحد ، فهوالعذاب الجميل ، والمعاناة التى تأنس له النفس وتتوق إليه ، ولأن القلب يستمد دقاته من قلوب الأخرين فإنه غالبا لايدرك مافى قلوبهم ولم ولن يعرف حظوظه من الحب لديهم ، غريب وعجيب أمر هذا الحب !! .



دائما ومع دخول الربيع أتذكر كل النقاط الجميلة المؤثرة فى حياتى ، لأن الربيع عندى يعنى بدء انطلاق دورة حياتية جديدة تنعش النفس فى إطلالة رحبة ألتمس فيها جماليات السعادة وهنأة البال ، ومنها تستجلب الكتابة عندى نوازعها بانطلاقة الحنين فى محاولة جادة لاستعادة نشاطها السحرى من جديد . فعندما يأتى الربيع تأتى معه أسراب من الأفكار الحافلة بفوضى الارتحال فى هجرة جماعية عن الركام الجليدى إلى العشوائية الخضراء لتبدده حتى تستعيد مخيلتى خطى نسماته من جديد ، فتحدث حالة من الإتزان الشعورى تثير فى نفسى إحساسا من التفاؤل والأمل ونقاء الحب ، وأطيافا كثيفة من رغائب وأحاسيس تتولد أفكاره من قطرات الندى ، ومن زقزقة العصافير وزهوة بهجتها . لازلت أتذكر كيف كنت أتحول سريعا إلى هذه الحالة بعد التوقف الطويل المجحف أمام قوافل الشتاء الجائرة التى كانت تدفعنا دفعا بين ليل وجنون ، وتجذبنا جذبا بين رياحات عاتية تعقبها أمطار وغيوم ونسائم شجية ، لتظل كامنة فى منعطفات الشتاء الكائبة فى حياتى ، فإذا بالربيع يأتى ليبددها بداخلى حتى تتلاشى ويسكنها الأمل من جديد فتتجدد فيها الحياة بعين باسمة، وقلب واع، ووجدان يتحدى الجسامة والخطر ، فهى كالعود الجاف الذى تنبثق منه عصارة الحياة فجأة ، وكحلكة الظلام التى تتسلل فيها خيوط النور الرقيق على استحياء لتصبح مع الأيام طاقة أمل ، فلادوام لحزن أو قلق أو خوف . إن الأمل إرادة حياة بل وعنوان ملتصق بالكيان الربيعى أراه يسرى فى جسدى وعقلى ونفسى وروحى ووجدانى عبر أيامه ولياليه حتى تستقر فى أعماقى طبيعته الخلاقة التى دوما استشعر بجمالها الفطرى التى تؤثر فى نفسى التواقة ائتناسا وبهجة وسعادة . أتذكر جيدا أن كتابة هذه السلسة ولدت من رحم هذه النفسية المداوية بنسمات الربيع الرقيقة التى تلفح الوجوه الضاحكة .. والنفوس الباسمة ، فأنتجت من الحب وفاءه ، لذلك توقفت عند اقترانهما معا كأسلوب حياة .. الوفاء فى الحب ، البداية لم تكن سهلة بل كانت مجرد فكرة شريدة بأن أعزف على أوتار ماأتمناه وماأحب أن أتخيله عن هذا المفهوم من الحب المدثر بحلة الوفاء بكل صدق وصراحة وتفان ، ثم أدونه هنا على الأوراق لتصبح شاهدة على  ماأقول من باب الاحتفاظ بذكرياتى الحالمة .. وضعت لها كل آليات الكتابة من شخوص وأمكنة ومواقف محتملة . وبعد تفكير عميق فى كيفية البداية وتحديد المسار ، ومن أين سأبدأ انطلقت فى الكتابة بعد أن وضعت دستورا يحكم إرادتى عند السرد ، راعيت فيها القواعد والأسس والخطة المحكمة الذى سوف أسير عليها لتوضح بجلاء رؤيتى للحياة والحب ليس عن تجربة ذاتية ولكن تقديرى لهما فى نفسى ، وكيف يكون للوفاء قيمة حقيقية فى  " الحب والحياة" . تابعنى فيها من أصدقائى من تابعنى ، وشجعنى فيها من شجعنى ، حتى عشناها معا كتجربة فكرية بحلوها ومرها ، نعود فيها لبعضنا البعض فى عملية تقييم وتقدير لأحداثها ومواقفها .. ولاأخفى عليكم أن الأراء فيها تعددت مابين اتفاق واختلاف ، حتى خرجت بالأجزاء الأولى منها بالشكل الذى انتهيت إليه ففوجئت أنها لاقت استحسانا من متابعيها ، وهذا شجعنى على مواصلة بقية الأجزاء فى جرأة متناهية بخلق مساحات أكبر وأدخلت أحداثا أكثر ، فتوالت التشريدات من واقع نفسى من تخيلات الحوارات الصامتة عن نفسيتين جمع بينهما الحب استخلصت فيهما كل كوامنى عن منظور الحب داخلى ، ثم أسرع فى تدوين ماكنت أطمئن فيه لكتابته من توقعات وتكهنات وتخمينات مايدور فى هذه الحوارات بكل ماكان يجود به فكرى ، حتى أدركت الفصل الأخير وكتبته ولم أنشره حيث توقفت كثيرا عند وضع اللمسات النهائية لرومانسية هذه الحبكة الدرامية التى ادخلت نفسى فيها مقتحما ، البعض كان يهاتفنى ويطلب منى أن أجعلها نهاية سعيدة لقصة حب ناجحة على طريقة الأفلام المصرية ، والبعض الأخر لم يتحمل فكرة البعاد أو الفراق ، وآثر ألاأنشره ، أرادوا ألا تنتهى القصة الجميلة بألم وفراق وأن أتركها لخيال كل من يقرأها حسب تقدير خياله للنهاية . أتذكر جيدا على هذه الخلفية كيف كانت علاقاتى بالكثير من هواة الأدب والفن ممن كانت لهم رؤية وفكر .. يكتبون ويحللون ، فكثيرا ماكانت تدور حلقة النقاش معهم عند نشر كل جزء ، ولَكَم استفدت الكثير من نقدهم ورؤاهم ، وأخيرا انتهيت من كتابة هذه السلسة لكن بقيت محصورة فى حدود هؤلاء .. لم يقرأها غيرهم ، ولطالما تمنيت أن يقرأها كل الناس وليس أصدقائى فقط الذين يعرفوننى من كلماتى ، ويعرفون كيف كنت أغوص فى أعماق نفسى غوصا عبر خيالى الرحب واستحضر مايختبئ فيها وألقيه على شاطئ الأوراق ومداد الكلمات بكل تفاصيلها ، لدرجة أننى لم أجد متعة حقيقية فى كتاباتى المتنوعة بقدر ماوجدتها عند كتابتى لهذه السلسة الجميلة فى تقدير معنى الوفاء ، وكيف كنت أراه أنه من أرقى أنواع الحب الكثيرة والمتنوعة . 


وفى الحب لك أن تعشق ماتحب من طبيعة الأشياء حسية كانت أو جمادات كالشخوص والأمكنة مثلا أو من الطبيعة نفسها ، أو أى شيئ خلقه الله على وجه الأرض فيه جمال وحسن وبهاء ، ولكن ليس هناك بالطبع أفضل من أن تعشق أنثى ، وليس هناك أجمل من أن يكون عشقك لها حياة ، ربما الصورة الذهنية للحبيبة التى تتمناها النفس غير محققة فى الواقع ، ولكن الخيال الخصب يستطيع أن يجسدها بكل سهولة ويسر ، من هنا جاءت أنثى الكلمات تتهادى .. واثقة الخطى ، بإطلالتها المبهجة وتصرفاتها الذكية فى سمعى صوتا دافئا حانيا مع انبعاث ضوء خافت بسحر الليل .. إمرأة قادمة من الماضى من زمن الوفاء إلى حاضرة التشوق بعطش الروح .. تواقة للحب برغبة عارمة للسعادة ، أضاءت بصوتها المساحات الكبيرة من ملامح حلمى القديم الذى كنت استشرفه بتأملاتى الدائمة وأحلام اليقظة . وفجأة ودون ميعاد حقق خيالى المعادلة الصعبة ورأى كيانا حيا من صنع الكلمات حقق لى عودة الحلم بصورة أخرى بديلة ، صورت فيها لنفسى عند البدء أنها مجرد هواجس داعبتنى أردت من خلالها تفريغ الملل من حولى وقطع المسافات الطويلة اللاهثة وراء سراب والقبض على الحزن وطمس أعماقه وسكب مكانه الفرح ، حتى أتت هذه الطلعة المبهرة بتدفق كانحدار جدول الماء فوق أرض عطشى ، ليؤكد أنه هو ذلك الصوت الذى طالما كنت أحياه فى أحلامى ، وهى نفس الضحكة التى بقيت تزهو فى خيالى ببوح وجدانى عميق طالما رجوت أن ألقاه فى حياتى . إنها انثى الصوت والضحكة التى عاشت فى كوامنى كحلم العمر بنفس ظمأى عانت سهر الوحدة وسهد لياليه الطويلة تراوحت سنواته مابين هدم الحواجز الزجاجية التى كنت أرى حياتى من ورائها باهتة لامعنى لها ، وبين ارتفاعها الشاهق فى واقعى فى انتظار أن يبقى الحلم يوما حقيقة .                                                                      

استخدمت المواقف الحوارية استخداما جوهريا فى بعض المواقف بينى وبين بطلة الحدث فى البناء الدرامى للموضوع غير المخطط له ، فكانت عبسية الأحداث عنوانا لأفكار تتسم بالعفوية ، ولكن الردود فى الحوارات كانت متسقة ومنطقية فى الكشف عن دواخل شخصيتين كنت أنا أحدهما ، فكان طبيعيا أن أفصح عما فى نفسى بمنتهى الطلاقة والسهولة ، أما الطرف الأخر استوحيته من نسج الخيال ، اخترت شخصية فرعونية بفرض التوقع  النسبى لدى البعض فى رصد الأحداث على أن الطرف الأخر شخصية حقيقية موجودة بالفعل على أرض الواقع ، أردت بذلك درء الشبهة نهائيا لكل من يقرأها حتى لايكون هناك مجال لترقب أو رصد بتوقعات عن  كنهة هذه الشخصية قد تتسع خيالاتهم أوتضيق حسب مكون الفكرى والوجدانى لديهم ، ومع ذلك وللأسف لم أسلم منهم فهناك من كان يرى الموضوع وفقا لهواه نتيجة لاختلالات فكرية فى رؤاهم فى تحديد شكل العلاقة كانت أبعدها مدى إننى استخدم الرمز لتتوارى الحقيقة وراءها على أساس أنه ليست لدى الشجاعة أن أكتب عن مواقف فى حياتى وهذا ليس صحيحا البتة ،  لذلك ذهبت لأبعد نقطة فى اختيار زمن ومكان الحدث ، لم أجد أمامى أفضل من العصر الفرعونى السحيق لإعجابى به أولا ولبعده عن زمن السرد ثانيا ، والحضارة المصرية القديمة بكل مكوناتها كشفت بسهولة وبإدراك ووعى أنها كانت أعمق إدراكا للطبيعة ، فجعلت المرأة مقرونة بها بل هى الطبيعة نفسها فهى القادرة على استمرارالحياة والنماء والبشرية ،  فالمرأة الفرعونية كانت تمثل الطبيعة فى صورة إنسان  وكما قدس المصرى القديم بعض مظاهر الطبيعة – رغبة ورهبة – كالشمس والقمر والخصوبة ، قدس أيضاً المرأة ورفعها أحياناً إلى مراتب الآلهة مثل أسطورة الإلهة إيزيس ، من هنا جاءت فكرة الكتابة عن الوفاء والحب ، إيزيس كانت رمزا لهما ، وهاميس الشخصية المختارة بعناية لتكون بطلة الأحداث مستوحاة من أحداث الفيلم السينمائى " عروس النيل " كانت تمثل نقاء الحب وعفويته حيث لقت حتفها بين أحضان النيل حبا وفداء وتضحية من أجل الأخرين ، ثم جاءت لتعلمنا كيف يكون الحب وماقيمة الوفاء فى زمن قل فيه الوفاء وتميز بالجدب وقلة العطاء وضياع المبادئ وأخيرا الحب ، حيث تظهر لى من خلال رؤية حقيقية ، جاءت برسالة فتلاعبت بها الأقدار ، أحبت وعشقت فعانت وصدمت وخافت وارتابت ، إنها فتاة فى مقتبل العمر، تؤمن بالعواطف ، وفى نفس الوقت تهابه ، تحس أنها لا تستطيع أن تعيش من غيره ، ولكن بعد أن جاءها حيرها .. عاشت مرتابة خائفة من شيئ ما أذاب فى فؤادها كل لحظة هناء عاشتها أو تريد أن تعيشها مع من أحبته بإرادتها لا بإرادة أهلها وعشيرتها كما سبق وأن فعلوا بها . خوفها أصابها بنوع من القلق المدمر، تريد أن تطمئن قلبها كى تهدأ وتستريح ، ولكن لاتعرف سبيل الوصول إليه ، ولا من أى طريق تذهب ، فيأست من مجيئه ، كانت لاترتاح هنيهة إلا ويزحف عليها علامات الحيرة والشك مرة أخرى أن سعادتها ستدوم ، فيتولاها القلق المر ولايتركها ، وكثيرا ما ظنت أن العيب فيها ، فعانت وساءت نفسها كثيرا ، ربما كان ذكاؤها الشديد وأنها دائمة التفكير والتأمل سببا لهذا الشقاء ، أتراها لو كانت أقل ذكاء وأقل إمعانا فى التفكير والتأمل، هل ستكون أسعد حالا، وأسرع تصديقا لمخالفة مخاوفها ، وأقرب إلى الاستقرار والسعادة التى طالما كانت تنشدها . كانت أحيانا أخرى تتهم نفسها بالتقصير ، وكانت ترى نفسها أنها لم تستطع التوفيق بين حبها وحياتها ، وبين حياتها وحياة حبيبها لأنها من زمن وهو من زمن أخر ، ولذلك ارتابت كثيرا فى كيفية تأقلمها مع حياة لم تعشها بعد ولم تعتد عليها ، واحتارت كثيرا فهل كان من السهل عليها نسيان ماضيها وحياتها ، هل أهلها سيتركونها تعيش وتحب كما أراد قلبها ، وهل لو حدث ذلك وباشرت حياتها الجديدة هل ستستطيع التأقلم مع الناس وهذه الحياة ، لذلك كله عاشت فى ريبة وتوجس وخوف أن تغرق فى بحر لا تجيد السباحة فيه كما غرفت من قبل فى النيل وتياراته . ظلت الهواجس تملكها وتنغص عليها حياتها ، وبقيت أسيرة ميراث أهلها ، وسؤالها الدائم الذى كان يؤرقها ماالذى اقترفته فى حياتها حتى تصل إلى ماوصلت إليه من تعاسة وسوء حظ ، وما ذنبها حتى ترث مالا ذنب لها فيه ؟ ، وأخذ الخوف يتولاها من جديد ، خوف مرير انسحب على كل شيىء فيها بل امتد فى حياتها كله ، مالبث أن تحول إلى صراع نفسى عميق اعتادت أن تحدث بها نفسها عن مخاوفها وهواجسها دون أن تُشعر حبيبها بشيئ منها ، كانت تبدى له مابداخلها من لمحات السعادة فقط إذا ماأحست بها ، ولكنها كانت تضمر فى نفسها لمحات الشقاء إذا قاست منه وما أكثرها . هكذا كتبت وأفضت كما أردت أن أكتب دون أية قيود فكان منطقيا ومع خلق هذه المساحات الوهمية أن أتحكم أكثر فى التنقل بين هذه الأزمنة المختلفة البعيدة والمتباينة عبر آلية التذكر عند البطلة ووصف حالتها النفسية بمنتهى الدقة من ناحية وعبر الحوارات النفسية مع نفسى والتى كنت أجيدها إجادة تامة وأكتبها ببساطة فى حوار درامى من غير افتعال من ناحية أخرى ، فعبر هاتين الآليتين يتم استعادة حوارات قديمة فى زمن السرد الراهن . لكن يكفينى أننى  كنت صادقا  وواضحا فيما أكتب ، وأن ماأكتبه هو تصوير لحالة نفسية بحتة وليست مذكرات لأحداث حقيقية، لم يكن القصد منها النشر بقدر أن تكون تنفيسا عن حالة رومانسية خالصة هى حالتى .


والأن سوف أترككم مع عشرة أجزاء ، هى رحلة رومانسية سريعة عن تصورى للحب كما أراه ، وللوفاء كما ينبغى ، أتمنى ألا أكون ضيفا ثقيلا على حضراتكم ، مع خالص شكرى وتقديرى لكم جميعا .
مع تحيات : عصــــــــــــــام 

                                                             القاهرة فى مايو سنة 2013









الحلم ( خلى بالك من زوزو ) 

هناك تعليق واحد: